السبت، 29 نوفمبر 2014

تَخاريف نُص مِيتر عَقلُه طَار (18) - العيّال كبرت. :)

عُمري ما هفهم ولا هتفهم الأهالي اللّي معندهاش مانع تهين أولادها أو اللّي بتضربهُم أو اللّي بتستخدم أسلوب التهديد و الوعيد أو اللّي بتسخدم أسلوب الـemotional abuse  مع أولادها .. دة مُش حُب و لا إهتمام .. القصص اللّي بسمعها وبشوفها عن الأهالي مع أولادها وحتي مع أهالينا في محيط دايرتنا مش أكثر حاجة مشجعة .. بحس إن الاهالي شايفة الموضوع إن إحنا مش حامدين ربنا علي النعمة و هما صح في كل حاجة و ليهم صلاحيات واسعة في الاهانة بدل الحب والتشجيع .. الاهالي المصرية عندها قدرة غريبة في انها تبث روح اليأس و الكره و الاحباط في أولادها منذ الصغر .. مع إن الواحد لوّ بصيلها، هيعرف برضه إن الأولاد نعمة .. المال و البنون زينة الحياة الدنيا .. لو الاهالي مش قد مسؤولية انهم يهتموا ويربوا ولادهم ويحبوهم من غير شروط، يبقي بيجيبوهم ليه؟ علشان يجيبوا ولاد تانين في زمن بائس أكثر ويطلعوا في ولادهم كل العُقد اللّي ربتوها فيهم زمان؟

لوّ بتهين إبنك و تقول عليه غبي علشان مبيذاكرش و لا حاب درجة مش ولا بد، دة مُش إهتمام .. لوّ بتقول ضربته علشان عرفت انه بيعمل تصرف غلط، يبقي مش اهتمام .. لوّ بتستخدم اسلوب انه لوّ معملش حاجة معينة يبقي هوّ مُش كويس و لا ربنا غضبان عليه علشان مسمعش كلامك مُش إهتمام، بل إنت بتلغي شخصيته .. لو بتقوله إنك مش بتحبه علشان عمل تصرف ضايقك، يبقي مُش إهتمام .. لوّ كل ما يعمل حاجة عكس كلامك تقوله ربنا قال وقل لهما قولاً معروفاً، يبقي مش اهتمام لانه ما بيعمل اللي يريحه مش معناها انه مش هيقول قولاً معروفاً .. لوّ كل موقف وحش هتقوله علشان انا مضايق منك، مش اهتام ..  لوّ قال كلام و لا رأي مختلف وروحت ضاربه و لا هينته قصاد الناس مش إهتمام .. و لو فاكرين ان هو دة اسلوب الحب، يبقي نفسي تعرفوا ان محصلش .. عمر ما كان الاهتمام كدة .. الاهتمام والحب أرقي واحلي من كدة بكثير .. لوّ هو دة الاهتمام يبقي بلاش منه .. طلعوا و ربوا ناس سوّية .. قربوا منهم .. عيشوا حياتهم .. اعرفوا مشاكلهم ايه و ساعدوهم يحلوها .. اعرفوا صحابهم .. اهتمامتهم ..  الحاجات اللي بتفرحهم و اللي بتزعلهم .. كونوا موجودين ليهم من غير شروط بدل ما انتم كمان تبقوا مشكلة تانية قي حياتهم .. خليكم محل ثقة مش خوف .. متحوطوش راسكُم براس أولادكم اللّي لا عندهم خبرة في الحياة و لا يعرفوا عنها حاجة اصلاً .. ساعدوهم يكبروا ويحبوا اللّي حواليهم .. تعبنا من مجتمع غير سوي عمّال يطلع ناس غير سويّة تانية .. الدايرة عمّالة تكبر .. المجتمع مليّان ناس مشوهة من جوّة كثير .. نفوس غير سوية .. و مش قادرة الومهم .. كل واحد مسؤول عن تصرفاته، بس ليه تبقي الاهالي جزء من المشكلة بدل ما تكون جزء من حلها. بطلوا تصدروا احكام مسبقة علي أولادكم .. هيكبروا وعمرهم ما هيسامحوكم .. و الله ساعات بحس ان عُمر اللّي إتكسر زمان ما هيتصلح .. ولادكم مش هينسوا .. تعبنا من تربية مش صح و يقولوا هو دة الدين .. و أي دين اللي بيقول كدة؟ الدين اللي بيدعوا للرحمة والعفو والتسامح والألفة؟ القصص اللي بقراها الفترة اللي فاتت مرعبة ومخيفة .. الاولاد بتفتكر .. خليهم يفتكروكم بذكري كويسة الله يكرمكم. و لا حول و لا قوة الا بالله. :) 

يا ريت تفكروا من فضلُكم قبل ما تجيبوا عيّال للدُنيا و انتم مش مستعديين لا نفسياً و لا مادياً و تروحوا متطلعين فيهم عُقدكم في عالم و كوكب أصلاً بائس. دي مش خطوة بنمشي فيها علشان كل الناس بتعملها .. الموضوع دة بالذات مش متعلق بيكم .. انتم مش رايحين تشتروا حاجة تفرحوا بيها شوية و هينفع تتخلصوا منها ..هوّ مُش لعبة .. الموضوع متعلق بيه .. انك تفرحه و تسعده .. دي روح عايشة محتاجة اللّي يعتني بيها .. انك تجيب كائن علي الكوكب دة مسؤولية و عطاء و طاقة و مشاعر كثير .. و لو مش قدها، ييقي يا ريت خُد وقتك لغاية أما تقدر تشيلها. :)


تَخاريف نُص مِيتر عَقلُه طَار (17) - 'أقتلوا أحلامهُم؟' أم 'قتلتهُم أحلامهُم؟'

توقُع وقوع ظُلم مّا والله لا يُخفِف من الشعور بالقهرة عِند حُدوثه .. إن لم يكُن لدي مُعظمنا أمل في الناس و العباد و الدُنيا، ما زال لدي البعض منّا أمل و ظنٌ حسن في رب العِباد و مالك الدُنيا و ملكوتها .. فالظُلم لن يُرفع إلا برحمته .. لا لأن قاضٍ قرر ذلك و قضي بذاك .. فلنتطمئن حتي عند الحُزن .. كُل شئ عنده خُلق بقدر ..  إذاً فلنُكثف دُعائنا .. فالله يُحدث هذا كُله لسبب لا نعلمه .. و سيُحدث بعد هذا كُله أموراً كثيرة لا نعلم أسبابها أيضاً .. كُنتُم أعداء و آلف بين قُلوبِكُم .. هوّ علي كُل شئ قدير .. أعلم كم موجع هوّ الظُلم .. كم مؤلم هوّ العجز .. كم موحِش هو الشعور بالوِحدة مفتقدين أرواح الأُناس الطيّبة .. و لكن ليس لنا سواه .. فلندعي كثيراً .. فلندعي بما في قلوبنا لعلّ في دُعاء أحدنا استجابة .. و الله لن يضيع حق أحد .. و ما ظَلمناهم و لكِن كَانوا أنفُسَهُم يَظلِمون .. فاللهُ عدل .. اللهُ عدل .. اللهُ عدل .. تيقنوا من ذلك .. إن له في كونه سُنن لا تتغير .. إن لم يكُن بدُنيانا، فبآخرتنا. :)

أسأل الله تعالي الثبات و الرحمة .. فإن كان يا ربي إبتلاء و قضاء، فرُده .. و إن كان عقاب، فإرفع غضبك و مقتك عن أُمتنا و لا تحمل علينا اسراً كما حملتَه علي الذين من قبلنا .. و إذ زاغت الأبصارُ و بلغتِ القُلوب الحناجِر .. إرحم ضعفنا فليس لنا إلا سواك يا عزيز يا جبّار ..

أهو كدة الواحد واخد قرار الهجرة وهوّ ضميره مرتاح الحمدُ لله .. اللهُم عجِل لنا بهجرة في سبيلك لقوم آخرين عادلين الفِكر أسوياء النفوس .. و حتماً سنعود .. حتماً سنعود .. و الحُب يسود .. من دون قيود .. من دون قيود .. يا رب من دون قيود. :)

و يبقي السؤال .. 'أقتلوا أحلامهُم؟' أم 'قتلتهُم أحلامهُم؟' ..

الخميس، 27 نوفمبر 2014

تَخاريف نُص مِيتر عَقلُه طَار (16) - الحمدُ لله علي نعمة يوم القيامة. :)

كُل ما اتأمل و أتدبر في اللّي بيحصل في الدُنيا حوالينا مبيجيش في بالي غير حاجة واحدة و بس، 'الحمدُ لله علي نعمة يوم القيامة.' :) يوم لا يُظلم فيه أحداً و إن كَان مِثقال حبة من خردل .. مفيش ظُلم .. يوم نحتكم للحكم العدل .. و علي قد ما أنا خايفة و عارفة إنّي مُش عاملة اللّي عليّ، علي قد ما بارتاح و بهدي و بقول لنفسي 'هانِت.' الدُنيا فانية ..الظُلم مُرعب .. مُخي مُش قادر يستوعبه .. قلبي مُش متقبله .. ببجيلي كوابيس كُل يوم .. اللّي بيحصل مُش صح بس .. اللّي بيحصل مُش ظُلم بس .. دة ظُلم بيّن .. و لوّ مُش هتقدر تنهي عنه بالكلام، يبقي علي الأقل ارفُضه بقلبك .. مُش عادي إن الناس تشوف إن الظُلم عادي .. مُش عادي نتقبل و لا نتعايش مع الظُلم علي إنه شئ عادي .. و الله العظيم مُش عادي تماماً .. دة عين الخَلل في الإنسانية و الفِطرة اللّي ربنا خلقها فينا .. عمري ما فهمت و لا استوعبت ليه الشر موجود .. ليه الناس مبتعملش الخير مع انها تقدر و مش هتخسر حاجة .. ليه الناس بتعمل كدة في بعض و لاقرب الناس ليها .. ليه مش عايزيين الخير لبعض .. و ليه الناس الطيبة هيّ المفروض تيجي علي نفسها و تتحمل و تسكت و غيرها يتمادي في شره علشان غيرها ببساطة شديدة مش سويّ؟ ليه الخير اختيار صعب للدرجة دي؟ و ليه الشر سهل كدة؟ وليه مطلوب من كل واحد طيب انه يسامح بعد كل اللّي بيحصل دة و يعييش عادي .. و ليه هوّ اللي مفروض يضحي و يشقلب حياته بسبب او من غير سبب علشان خاطر غيره .. تعبت من الفُجر في الشر والظُلم و السُكوت عليه كأنه شئ عادي .. ظلم في معاملة و عيشة و طبقية و لون و دين و جنسية و مين أهلك و توجهات و فلوس و جاه و معارف و أملاك و منصب ..   ظُلم في المعيشة .. ظُلم في القتل .. ظُلم في قبول الظُلم و مبنتكلمش و لا نعترض .. ظُلم في تزييف الحَق .. ظُلم في كُل حاجة ..  بنحكم و بنصنف و نظلم غيرنا علي كُل حاجة غير التَقوي .. لم يظلِمنا الله أبداً، بل نحنُ من نظلِم أنفُسنا ..  بداخلنا  جزء كبير من العنصرية و الأنانية و التطرف و التجرد من الإنسانية. الحمدُ لله علي دينّا الجميل اللّي مفيش فيه تصنيف و مفيش فيه ظُلم و مفيش فيه حد له فضل علي حد عند ربنا سُبحانه و تعالي إلا بالتقوي. دينّا اللّي بيحُثنا علي العدل و الإعتدال. :)
  
الفكرة إن في اللّي بيحصل مُش المُكشلة فيها ظُلم الحُكام لشعوبهم .. المُشكلة في إن جوّة كُل واحد فينا حاكِم ظالِم لنفسه و لغيره صُغير .. جوّة كل شخص بيخلي من اولوياته نفسه مخلفاً ورائه الملايين الجائعة و المقهورة ..الظالِم هوّ كُل شخص أحادي الفكر ..لا يرى الأمور إلا من منظوره الضيق .. هوا كل من يظلم باسم العدل و يستبد باسم الحرية و يقمع باسم الاستقرار و يقتُل باسم الدين .. هوّ ليس مجرد شخص .. هذا فكر توارثته أجيال و أشخاص هانَت عليها أنفُسها و لم تبغي تغييراً أبدا .. مُش قادرة استوعب أن في ناس ممكن لسة بتظلم غيرها أو قابلة فكرة إنها تظلم نفسها. :) إن يبقي في شخص ممكن يبقي عارف عُقوبة الظلم وعارف قد ايه ربنا يلعن الظَالمين في الدُنيا و الآخرة، و مع ذلك بـيظلم عادي ..المُصيبة الأكبر التي حلت بمُجتمعاتنا حالياً إن فى ناس مبتبقاش شايفة إن في ظُلم علي الكوكب أصلاً .. المفاهيم إتقلبت .. شئ مُخيف .. المشاهد واحدة عمالة تكرر .. بس إحنا خلينا غيرنا يتحكموا فينا .. فقدنا الأمل إننا نُصِلح .. فقدنا الأمل في الحق .. خلونا نتعود علي المشاهد .. و مبقناش بنستغرب .. و لو إستغربنا و تأثرنا .. مبنتأثرش كثير .. مع إن المشاهد واحدة .. و الظلم واحد .. و الإنسانية واحدة .. بس إحنا اللّي مبقناش بني آدمين .. إحنا اللّي معدناش إحنا .. إن لله و إن إليه راجعون .. و الله لولا اني عارفة و مؤمنة ان ربنا ليه حكمته في كل اللي بيحصل في الدنيا دة، مش عارفة كان فعلاً ممكن اعمل ايه .. يا رب ثبتِنا علي الحَق .. يا رب ثبتنا علي الحَق .. يا رب أرنا الحَق حقاً و إرزُقنا إتباعه .. يا رب الفِطرة .. يا ب نعوذ بِك من موت القلب .. يا رب إهدنا و إجعل خَير أعمالنا خواتيمها و أدخِلنا الجَنة برحمتِك دون حساب و لا سابِقة عذاب. :)


الأحد، 23 نوفمبر 2014

تَخاريف نُص مِيتر عَقلُه طَار (15) - قطعة بازل. :)

بقالي فترة زدني و إحياء و اللّي سرقهُم منّي مبيروحوش مِن بالي .. و في ظل الأحداث الجارية العالمية اللولبية، و شعوري اللّي أصبح ملازمني زي ظلي تمام بإن مليش دور بجد و إني مش عارفة أغيّر العالم زي ما كُنت طول عمري باحلم، قررت إني أقعُد قعدة مع نفسي .. قعدة تأمُل شبة قعدات الناس اللّي بتحب تفكر و تتأمل دي .. هيئت الجوّ .. شغلت فيروز .. عملت كُباية نسكافيه مُحترمة تعدل الدماغ ..  روحت قعدت في البلكونة .. يا سلام .. كدة تمام يا جدعان .. خلاص بقيت مُفكرة .. إطمنت علي أفكاري اللّي هتطلع .. D:

قُلت في بالي، مفيش أحسن من قبل عيد ميلاد الواحد إن الواحد آن الأوان بقي ياخد وقفة مع نفسه .. لازم أخد موقف .. أنا قربت أتِم رُبع قرن و معملتش حاجة في حياتي .. يا دي المُصيبة .. بس ثانية .. في مُصيبة أكبر .. D: أنا أكيد مش لوحدي .. أكيد في ناس تانية عندها نفس الإحساس المُخيف دة و بتحاول تغيّر الواقع دة .. ما كُلنا بشر و ولاد جيل واحد خربان من يومه. :)

و من هِنا جه في بالي إن غالباً في زمنّا دة و جيلنا المنيل علي عينه دة، في نوع من أنواع جهاد النفس تاني زيادة .. مُختلف .. فكرة إنك تبقي فعلاً فعلاً مؤمن بقيم السلام والتعايش والتعاون و تقبل الآخر والإجتهاد .. فكرة الثبات علي المبدأ مُش الموقف .. فكرة إنك بتحاول و بتعافر و بتتخاتق مع الظروف علشان يبقي الكوكب أجسن .. فكرة إنك متنفقدش الأمل أو الإيمان بإن ممكن يبقي ليك دور حتي و لو صغير في إن العالم هيبقي أحسن .. عالم معندوش مانع يقبل كل واحد فينا زيّ ما هوّ كدة بعيداَ عن أي تصنيفات و عارف إن ليه فيه دور .. عنده إستعداد يديك فرصة من غير أمّا يطلب منك تبقي حد تاني علشان تعرف تعيش و تتعايش مع غيرك فيه ..

اللطيف إن لو فكرنا فعلاً من غير أما نُعير إهتمام لكل المعايير والحواجز والتصنيفات اللي بنحطها لنفسنا سواء كانت اجتماعية، أو توجهات سياسية أو أعمارنا أو جنسيتنا أو نسبنا أو حاجات تانية كثير قوي فعلاً ممكن تكون فاكر إنها بتميزنا عن بعض، بس في الآخر بتبعدنا عن بعض .. و لو فكرت أكثر، هتلاقي إن كلنا بني آدمين .. يعني إنسانيتنا واحدة .. و دي حاجة مبنختلفش عليها .. إحنا بس مع اللّي بيحصل في العالم بقي يأثرعلينا حتي في حياتنا، و بقينا بنميل تلقائياً إننا نبص علي الإختلافات اللي بتفرقنا عن بعض، بدل ما نبص علي الحاجات المشتركة اللي بتجمعنا مع بعض ... وبالتالي، بنفضل نعافر و نناقش و نجادل بعض مين فينا الصح و مين الغلط طول الوقت .. و نرجع نزعل إن الدُنيا ليه بقت كئيبة و مش مستحملينها .. و ليه مبقناش عارفين نتعايش مع بعض علي نفس الكوكب .. ما هو طبيعي لو طول الوقت بنبذل مجهود علشان ندور علي "الإختلاف" لغاية أما قلب لـ "خلاف" يبقي عمرنا ما هنتقدم .. التعايش فطرة .. أما الخلاف فهو الإنسان هو اللّي بيخلقه لنفسه و بيكلكع الدنيا بيها علي غيره .. 

كثير مننا ميتقبلش نفسه زي ما هي بحلوها و مرها و مشاكلها، و بالتالي مش عارف يتقبل الناس و كل حاجة حواليه بمشاكلها و عيوبها و حتي حاجتها الحلوة .. عايزها دايماً متفصلة زي ما هو شايفها .. مع إنه لو ركز و فكر شوية هيلاقي إنه لا يمكن أن يتعايش في مجتمع واحد مع غيره إلا لو "كملنا" بعض علشان نحقق الأحسن، ومش إننا "نتافس" علشان مين اللي هيحقق الأحسن ..

الدنيا اللي عايشين فيها مش صندوق مقفول علينا و بس .. وكل شيء حوالينا بما فيهم إحنا شخصياً و وجودنا و دورنا وإجتهادنا، ما هو إلا جزء صغير من البازل الكبيرة اللي كل واحد فينا فيها ليه دور و بتكمل غرض وجودنا في الدنيا .. إحنا بنكمل بعض .. من غير بعض هيفضل في حتة ناقصة و عمرها ما هتكمل الا بكل واحد فينا ..وأما تتقبل الناس اللي حواليك من غير تصنيفات و لا حواجز بينك و بينهم، معناها إنك هتركز علي نفسك اكثر و هتتعرف عليها أكثر و بشكل أعمق .. هتعرف دورك و هدفك، و هتتعايش مع اللي حواليك بشكل أوقع، و هتعرف قطعة البازل الصغيرة اللي معاك مكانها فين علشان تعرف تكمل البازل الكبيرة اللي كل واحد فينا ليه دور علشان يكملها .. علشان الصورة تِكمل .. :) 

"و كُلكم آتيه يوم القيامة فرداً" ... الموضوع "مش سهل" بس "مُمكن" .. :)


الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

تَخاريف نُص مِيتر عَقلُه طَار (14) - إسماً على مُسمى 1.

هُناك أشخاص في حياتنا لا تربطنا بهم علاقة شخصية وطيدة، و لكنّ أرواحِنا تعتاد وجودهم و معرفتهم .. فنُحبهم و نحترمهم و نشعر أنّ غيابهم عن الدُنيا لا ينبغي أن يكون .. فتظل الذكريات العديدة عالقة في ذهنك كأنها البارحة .. بل و رغم مواسم الغياب الطويلة، فإنك تستطيع أن تحتفظ بهم في قلبك بكل حفاوة كي تظل الأمكِنة تزهو و عَالمك الخاص مُزدهر بهم ..

سأظل دوماً أبداً أتذكرك .. أعترف أنه لم يَعد لأشياء كثيرة معني دونك .. فلم أكن لأكون ما أنا عليه الآن دونك .. فأنتي من رزقني الله في حلقتها أحب أشخاص الي قلبي و من أثق بهم عند الحاجة لنُصح صادق .. كُنت طفلة صغيرة ولكن رزقني الله إيها لتغيّر مسار حياتي .. فأنا لم أثق بأحد قط قدر ما كنت أثق في أنها ما كانت تريد لأياّ منّا عند قول أو فعل إلا كُل خير .. أتمني كل يوم ان تكوني حاضرة معنا الآن .. فأنا لم ولن أرضي لكي في قلبي وحياتي بديلاً ..

كَانت لديكي قُدرة بارعة على فِهم كُل واحدة منّا دون ان تتفوه بـكلمة .. كأنكي تسمعين خواطرنا وآلامنا .. فتبتسم لكلاً منّا في صمت و صفاء و حنان، فتُنسينا ما كان يدور في بالنا و تبدأ كُلاً منا في الخجل من نفسها .. و حينها تنظر إلينا نظرات خاطفة، فنتذكرها حينما كانت تسرد في شرح قول الله تعالي "اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ" .. و أن الله يٌعطي العبد الكثير من الفُرص؛ بس هو اللي "يلقط" و "يفهم" قبل فوات الأوان .. فببساطة، أمر المؤمن كله خير .. كانت حقا إسماً على مُسمى " حنان" .. :)

هي كانت مثال حيّ لقول ابن كثير "إنّ الله يُعطِي الذاكرين أكثر ممّا يُعطِي السّائلين" .. أنا مدينة لكي بحياتي .. انتي اللي كنتي بتفهميني من غير ما اتكلم .. أنتي من كنت اشعر بحبها في كل حركة و كلمة بل وفي كل حرف .. أنتي من علمتني ما لم اكن لاتعلمه علي يد غيرك .. أنتي حقاً نعمة ربي المنان.. أدعوا الله يوماً تلو الآخر أن تكون كٌل فتاة في حلقتنا هي "ولدٌ صالح يدعوا لكي" فيكون في ميزان حسناتك كل ما زرعتيه فينا من قيم وحب ومبادئ ودين .. كم أتمني كُل لحظة ان تكوني حاضرة مَعنا الآن .. أن أُشاركك لحظات كثيرة في حياتي .. فأنا لم و لن أرضي لكي في قلبي و حياتي بديلاً .. أفتقدكُي كثيراً. :) و لكني أعلم أنكي برفقة من هوّ أحنُ عليكي و علينا من سائر البشر؛ الرَحمن الرحيم. :) 

أشتاق إليكي كثيراً يا مُعلمتي .. فضلك علينا أكبر من إننا ننساه .. رحِمك الله يا مُعلمتي و يا أُمي الثانية .... يا رب يرزقنا نشوفك في الجنة، يمكن تجيلي فُرصة تانية غير اللّي فاتتني أشكُرك فيها علي فضلك عليّ .. و يمكن كمان حلقتنا تتجمع تاني سوا .. يا رب، إن كانت الدُنيا فرقتنا، فبرحمتك متفرقناش في الآخرة .. :)

معلمتي الفاضلة حَنان إسماعيل ..