ها نحنُ وكعادتنا مُنذ فترة، نتسامر أنا وخوفي سوياً ونحتسي القهوة .. نُشاطر بعضنا البعض ذات الأفكار في صمت .. قد يأتي في بعض الأحيان ويجَلس حُزني وحِيرَتي معنا هُم أيضاً، فلا يكادوا أن يتأملونا حتي يجهشوا كُلاً منهم في البكاء .. ونبقي أنا والخوف نتأملهما في صَمت .. مُمتنة للقهوة مهما كان، فهي رفيقتي أنا وخوفي في الكفاح دوماً، والبُكاء الأيام الماضية، والهُراء الهزيل كُل حين وآخر والذي لم يعُد له طعم ولا رائحة. :)
يلوم عليّ البعض
لقائي الشبه دائم مع خوفي وأن أُشاركها أعزُ ما لدي .. أيوة 'الأمريكان كوفي و
الموكا.' يعلم الجميع كم هُم قريبين وليس لهُم في قلبي بديل. فكيف ليّ أن أُشارك
أعزُ ما لدي مع خوفي؟ كيف ومتي أصبح الخوف صديق غير مرغوب فيه؟ لا أحد منّا يخلو
من الخوف، فقط البعض منّا يتعرُف عليه حتي يألفه ولا يهابه. والبعض الآخر يتهرب
منه فيخافُ معرفة الخوف ذاته. يهابُ فكرة أن يكون بني آدم، فيُخطئ أقرُب من حوله
في إصدار الأحكام عليه مثله مثل سائر البشر الذين لا يعلمون عنهم شيئاً إلا إسماً
فقط لا غير .. لا أعلم كيف ومتي أصبحنا نرهب ونرهق عقولنا وقلوبنا تفكيراً
وتخبُطاً قبل أن نشعُر .. بنحاسب نفسنا علي مشاعِرنا؟ حتي مشاعِر الحُب والفرحة
خايفيين منها. أي نعم. :) خايفيين نفرح .. خايفيين نحِب .. خافيين نخاف .. أة
والله. :)
هيبقي إمتي من
حقنا نتكلم من غير ما نعمل ألف حساب للناس اللّي حوالينا؟ وإمتي الواحد هيبقي من
حقه يكون نفسه دون تكلُف؟ وامتي الواحد أقرب الناس ليه هتديله فُرصة يكون بني آدم
عنده الحاجات اللّي بتسعده ومخاوفه والحاجات اللّي بتقلقه وبتكسره؟ ويا تري امتي
الناس مُمكن تفهم ان مفيش حد كامل وان مُش معني ان فرحتنا ومخاوفنا اختلفت انه شخص
سئ او حسن السيرة و المعشر .. مُش معناها قلة ايمان ولا ضعف .. مُش معناها شطارة
ولا قوة .. لكن معناها انه ببساطة شديدة 'بني آدم.'
ولكن من يملُك
أن يدفع هذا القدر المُوغل في إنسان بداخله .. هذا الايقاع الغامِر من الخوف
كالطُوفان .. أتظُنون أننَا حقاً نملُكُ الخيار. حقاً، وماذا نختار؟! ما عاد أحد
منّا قريب حَتى لنَفسه، فما أبعَدُ أنفُسنا عن أنَفسنا التي نعلمُ عنها شيئاً إلا
أنها تخاف بإستمرار .. تخافُ من الحاضر و من المُستقبل .. لا نعلمُ ما بها، ولا ما
بِغيرها، ولا ما سيأتي، و لا ما نعيش .. نحنُ بالكاد نعلمُ ما مضى.
عن تلك اللحظات التي إن أردت أن تكون نفسك، أصبح ذلك عبئ لا تستطيع تحمُله.. فقط و حينها لا تملُلك إلا 'حسبي الله و نعم الوكيل.' :) مُجرد مشاعر مُتضاربة مشروعة حاسة ان كثير حواليا بيسألوها، بس محدش بيتكلم عنها .. ويا بخت اللّي عنده الصاحب ولا الأُخت ولا الأخ ولا الأهل اللّي بيسمعوه لمُجرد السمع وقت ما بيحتاج يفضفض، يبقي ربنا يُبارك له وميحرموش منهم ويجمعه بيهم علي خير في للفردوس الأعلي، لانها نعمة ورزق كبير. عموماً، ربنا يُربط علي قلوبنا ويُجبر بخواطرنا جميعاً. والحمدُ لله. :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق