الخميس، 27 نوفمبر 2014

تَخاريف نُص مِيتر عَقلُه طَار (16) - الحمدُ لله علي نعمة يوم القيامة. :)

كُل ما اتأمل و أتدبر في اللّي بيحصل في الدُنيا حوالينا مبيجيش في بالي غير حاجة واحدة و بس، 'الحمدُ لله علي نعمة يوم القيامة.' :) يوم لا يُظلم فيه أحداً و إن كَان مِثقال حبة من خردل .. مفيش ظُلم .. يوم نحتكم للحكم العدل .. و علي قد ما أنا خايفة و عارفة إنّي مُش عاملة اللّي عليّ، علي قد ما بارتاح و بهدي و بقول لنفسي 'هانِت.' الدُنيا فانية ..الظُلم مُرعب .. مُخي مُش قادر يستوعبه .. قلبي مُش متقبله .. ببجيلي كوابيس كُل يوم .. اللّي بيحصل مُش صح بس .. اللّي بيحصل مُش ظُلم بس .. دة ظُلم بيّن .. و لوّ مُش هتقدر تنهي عنه بالكلام، يبقي علي الأقل ارفُضه بقلبك .. مُش عادي إن الناس تشوف إن الظُلم عادي .. مُش عادي نتقبل و لا نتعايش مع الظُلم علي إنه شئ عادي .. و الله العظيم مُش عادي تماماً .. دة عين الخَلل في الإنسانية و الفِطرة اللّي ربنا خلقها فينا .. عمري ما فهمت و لا استوعبت ليه الشر موجود .. ليه الناس مبتعملش الخير مع انها تقدر و مش هتخسر حاجة .. ليه الناس بتعمل كدة في بعض و لاقرب الناس ليها .. ليه مش عايزيين الخير لبعض .. و ليه الناس الطيبة هيّ المفروض تيجي علي نفسها و تتحمل و تسكت و غيرها يتمادي في شره علشان غيرها ببساطة شديدة مش سويّ؟ ليه الخير اختيار صعب للدرجة دي؟ و ليه الشر سهل كدة؟ وليه مطلوب من كل واحد طيب انه يسامح بعد كل اللّي بيحصل دة و يعييش عادي .. و ليه هوّ اللي مفروض يضحي و يشقلب حياته بسبب او من غير سبب علشان خاطر غيره .. تعبت من الفُجر في الشر والظُلم و السُكوت عليه كأنه شئ عادي .. ظلم في معاملة و عيشة و طبقية و لون و دين و جنسية و مين أهلك و توجهات و فلوس و جاه و معارف و أملاك و منصب ..   ظُلم في المعيشة .. ظُلم في القتل .. ظُلم في قبول الظُلم و مبنتكلمش و لا نعترض .. ظُلم في تزييف الحَق .. ظُلم في كُل حاجة ..  بنحكم و بنصنف و نظلم غيرنا علي كُل حاجة غير التَقوي .. لم يظلِمنا الله أبداً، بل نحنُ من نظلِم أنفُسنا ..  بداخلنا  جزء كبير من العنصرية و الأنانية و التطرف و التجرد من الإنسانية. الحمدُ لله علي دينّا الجميل اللّي مفيش فيه تصنيف و مفيش فيه ظُلم و مفيش فيه حد له فضل علي حد عند ربنا سُبحانه و تعالي إلا بالتقوي. دينّا اللّي بيحُثنا علي العدل و الإعتدال. :)
  
الفكرة إن في اللّي بيحصل مُش المُكشلة فيها ظُلم الحُكام لشعوبهم .. المُشكلة في إن جوّة كُل واحد فينا حاكِم ظالِم لنفسه و لغيره صُغير .. جوّة كل شخص بيخلي من اولوياته نفسه مخلفاً ورائه الملايين الجائعة و المقهورة ..الظالِم هوّ كُل شخص أحادي الفكر ..لا يرى الأمور إلا من منظوره الضيق .. هوا كل من يظلم باسم العدل و يستبد باسم الحرية و يقمع باسم الاستقرار و يقتُل باسم الدين .. هوّ ليس مجرد شخص .. هذا فكر توارثته أجيال و أشخاص هانَت عليها أنفُسها و لم تبغي تغييراً أبدا .. مُش قادرة استوعب أن في ناس ممكن لسة بتظلم غيرها أو قابلة فكرة إنها تظلم نفسها. :) إن يبقي في شخص ممكن يبقي عارف عُقوبة الظلم وعارف قد ايه ربنا يلعن الظَالمين في الدُنيا و الآخرة، و مع ذلك بـيظلم عادي ..المُصيبة الأكبر التي حلت بمُجتمعاتنا حالياً إن فى ناس مبتبقاش شايفة إن في ظُلم علي الكوكب أصلاً .. المفاهيم إتقلبت .. شئ مُخيف .. المشاهد واحدة عمالة تكرر .. بس إحنا خلينا غيرنا يتحكموا فينا .. فقدنا الأمل إننا نُصِلح .. فقدنا الأمل في الحق .. خلونا نتعود علي المشاهد .. و مبقناش بنستغرب .. و لو إستغربنا و تأثرنا .. مبنتأثرش كثير .. مع إن المشاهد واحدة .. و الظلم واحد .. و الإنسانية واحدة .. بس إحنا اللّي مبقناش بني آدمين .. إحنا اللّي معدناش إحنا .. إن لله و إن إليه راجعون .. و الله لولا اني عارفة و مؤمنة ان ربنا ليه حكمته في كل اللي بيحصل في الدنيا دة، مش عارفة كان فعلاً ممكن اعمل ايه .. يا رب ثبتِنا علي الحَق .. يا رب ثبتنا علي الحَق .. يا رب أرنا الحَق حقاً و إرزُقنا إتباعه .. يا رب الفِطرة .. يا ب نعوذ بِك من موت القلب .. يا رب إهدنا و إجعل خَير أعمالنا خواتيمها و أدخِلنا الجَنة برحمتِك دون حساب و لا سابِقة عذاب. :)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق