بقالي فترة زدني و
إحياء و اللّي سرقهُم منّي مبيروحوش مِن بالي .. و في ظل الأحداث الجارية العالمية
اللولبية، و شعوري اللّي أصبح ملازمني زي ظلي تمام بإن مليش دور بجد و إني مش
عارفة أغيّر العالم زي ما كُنت طول عمري باحلم، قررت إني أقعُد قعدة مع نفسي ..
قعدة تأمُل شبة قعدات الناس اللّي بتحب تفكر و تتأمل دي .. هيئت الجوّ .. شغلت
فيروز .. عملت كُباية نسكافيه مُحترمة تعدل الدماغ .. روحت قعدت في البلكونة
.. يا سلام .. كدة تمام يا جدعان .. خلاص بقيت مُفكرة .. إطمنت علي أفكاري اللّي
هتطلع .. D:
قُلت في بالي، مفيش أحسن
من قبل عيد ميلاد الواحد إن الواحد آن الأوان بقي ياخد وقفة مع نفسه .. لازم أخد موقف .. أنا قربت أتِم رُبع قرن و معملتش حاجة في حياتي .. يا دي المُصيبة .. بس ثانية .. في مُصيبة أكبر .. D: أنا أكيد
مش لوحدي .. أكيد في ناس تانية عندها نفس الإحساس المُخيف دة و بتحاول تغيّر الواقع دة
.. ما كُلنا بشر و ولاد جيل واحد خربان من يومه. :)
و من هِنا جه في بالي إن غالباً في زمنّا دة و جيلنا المنيل علي عينه دة، في نوع من أنواع جهاد النفس تاني زيادة .. مُختلف .. فكرة إنك تبقي
فعلاً فعلاً مؤمن بقيم السلام والتعايش والتعاون و تقبل الآخر والإجتهاد .. فكرة الثبات علي المبدأ مُش الموقف .. فكرة إنك بتحاول و بتعافر و بتتخاتق مع الظروف علشان يبقي الكوكب أجسن .. فكرة
إنك متنفقدش الأمل أو الإيمان بإن ممكن يبقي ليك دور حتي و لو صغير في إن العالم هيبقي
أحسن .. عالم معندوش مانع يقبل كل واحد فينا زيّ ما هوّ كدة بعيداَ عن أي تصنيفات
و عارف إن ليه فيه دور .. عنده إستعداد يديك فرصة من غير أمّا يطلب منك تبقي حد
تاني علشان تعرف تعيش و تتعايش مع غيرك فيه ..
اللطيف إن لو فكرنا
فعلاً من غير أما نُعير إهتمام لكل المعايير والحواجز والتصنيفات اللي بنحطها
لنفسنا سواء كانت اجتماعية، أو توجهات سياسية أو أعمارنا أو جنسيتنا أو نسبنا أو
حاجات تانية كثير قوي فعلاً ممكن تكون فاكر إنها بتميزنا عن بعض، بس في الآخر
بتبعدنا عن بعض .. و لو فكرت أكثر، هتلاقي إن كلنا بني آدمين .. يعني إنسانيتنا
واحدة .. و دي حاجة مبنختلفش عليها .. إحنا بس مع اللّي بيحصل في العالم بقي يأثرعلينا حتي في حياتنا، و بقينا بنميل تلقائياً إننا نبص علي الإختلافات اللي
بتفرقنا عن بعض، بدل ما نبص علي الحاجات المشتركة اللي بتجمعنا مع بعض ...
وبالتالي، بنفضل نعافر و نناقش و نجادل بعض مين فينا الصح و مين الغلط طول الوقت
.. و نرجع نزعل إن الدُنيا ليه بقت كئيبة و مش مستحملينها .. و ليه مبقناش عارفين نتعايش مع بعض علي نفس الكوكب .. ما هو طبيعي لو طول الوقت بنبذل مجهود علشان ندور علي "الإختلاف" لغاية أما قلب لـ "خلاف" يبقي عمرنا ما هنتقدم .. التعايش فطرة .. أما الخلاف فهو الإنسان هو اللّي بيخلقه لنفسه و بيكلكع الدنيا بيها علي غيره ..
كثير مننا ميتقبلش نفسه
زي ما هي بحلوها و مرها و مشاكلها، و بالتالي مش عارف يتقبل الناس و كل حاجة
حواليه بمشاكلها و عيوبها و حتي حاجتها الحلوة .. عايزها دايماً متفصلة زي ما هو
شايفها .. مع إنه لو ركز و فكر شوية هيلاقي إنه لا يمكن أن يتعايش في مجتمع واحد مع
غيره إلا لو "كملنا" بعض علشان نحقق الأحسن، ومش إننا "نتافس"
علشان مين اللي هيحقق الأحسن ..
الدنيا اللي عايشين
فيها مش صندوق مقفول علينا و بس .. وكل شيء حوالينا بما فيهم إحنا شخصياً و وجودنا
و دورنا وإجتهادنا، ما هو إلا جزء صغير من البازل الكبيرة اللي كل واحد فينا فيها
ليه دور و بتكمل غرض وجودنا في الدنيا .. إحنا بنكمل بعض .. من غير بعض هيفضل في
حتة ناقصة و عمرها ما هتكمل الا بكل واحد فينا ..وأما تتقبل الناس اللي حواليك من غير
تصنيفات و لا حواجز بينك و بينهم، معناها إنك هتركز علي نفسك اكثر و هتتعرف عليها
أكثر و بشكل أعمق .. هتعرف دورك و هدفك، و هتتعايش مع اللي حواليك بشكل أوقع، و
هتعرف قطعة البازل الصغيرة اللي معاك مكانها فين علشان تعرف تكمل البازل الكبيرة
اللي كل واحد فينا ليه دور علشان يكملها .. علشان الصورة تِكمل .. :)
"و كُلكم آتيه يوم
القيامة فرداً" ... الموضوع "مش سهل" بس "مُمكن" .. :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق