هُناك أشخاص في حياتنا لا تربطنا بهم علاقة شخصية وطيدة،
و لكنّ أرواحِنا تعتاد وجودهم و معرفتهم .. فنُحبهم و نحترمهم و نشعر أنّ غيابهم
عن الدُنيا لا ينبغي أن يكون .. فتظل الذكريات العديدة
عالقة في ذهنك كأنها البارحة .. بل و رغم مواسم الغياب الطويلة، فإنك تستطيع أن
تحتفظ بهم في قلبك بكل حفاوة كي تظل الأمكِنة تزهو و عَالمك الخاص مُزدهر بهم ..
سأظل دوماً أبداً أتذكرك .. أعترف أنه لم يَعد لأشياء
كثيرة معني دونك .. فلم أكن لأكون ما أنا عليه الآن دونك .. فأنتي من رزقني الله
في حلقتها أحب أشخاص الي قلبي و من أثق بهم عند الحاجة لنُصح صادق .. كُنت طفلة
صغيرة ولكن رزقني الله إيها لتغيّر مسار حياتي .. فأنا لم أثق بأحد قط قدر ما كنت
أثق في أنها ما كانت تريد لأياّ منّا عند قول أو فعل إلا كُل خير .. أتمني كل يوم
ان تكوني حاضرة معنا الآن .. فأنا لم ولن أرضي لكي في قلبي وحياتي بديلاً ..
كَانت لديكي قُدرة بارعة على فِهم كُل واحدة منّا دون ان
تتفوه بـكلمة .. كأنكي تسمعين خواطرنا وآلامنا .. فتبتسم لكلاً منّا في صمت و صفاء و حنان،
فتُنسينا ما كان يدور في بالنا و تبدأ كُلاً منا في الخجل من نفسها .. و حينها تنظر إلينا نظرات
خاطفة، فنتذكرها حينما كانت تسرد في شرح قول الله تعالي "اللَّهُ لَطِيفٌ
بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ" .. و أن
الله يٌعطي العبد الكثير من الفُرص؛ بس هو اللي "يلقط" و
"يفهم" قبل فوات الأوان .. فببساطة، أمر المؤمن كله خير .. كانت حقا
إسماً على مُسمى " حنان" .. :)
هي كانت مثال حيّ لقول ابن كثير "إنّ الله يُعطِي
الذاكرين أكثر ممّا يُعطِي السّائلين" .. أنا مدينة لكي بحياتي .. انتي اللي
كنتي بتفهميني من غير ما اتكلم .. أنتي من كنت اشعر بحبها في كل حركة و كلمة بل
وفي كل حرف .. أنتي من علمتني ما لم اكن لاتعلمه علي يد غيرك .. أنتي حقاً نعمة
ربي المنان.. أدعوا الله يوماً تلو الآخر أن تكون كٌل فتاة في حلقتنا هي
"ولدٌ صالح يدعوا لكي" فيكون في ميزان حسناتك كل ما زرعتيه فينا من قيم
وحب ومبادئ ودين .. كم أتمني كُل لحظة ان تكوني حاضرة مَعنا الآن .. أن أُشاركك لحظات
كثيرة في حياتي .. فأنا لم و لن أرضي لكي في قلبي و حياتي بديلاً .. أفتقدكُي
كثيراً. :) و لكني أعلم أنكي برفقة من هوّ أحنُ عليكي و علينا من سائر البشر؛
الرَحمن الرحيم. :)
أشتاق إليكي كثيراً يا مُعلمتي .. فضلك علينا أكبر من
إننا ننساه .. رحِمك الله يا مُعلمتي و يا أُمي الثانية .... يا رب يرزقنا نشوفك
في الجنة، يمكن تجيلي فُرصة تانية غير اللّي فاتتني أشكُرك فيها علي فضلك عليّ ..
و يمكن كمان حلقتنا تتجمع تاني سوا .. يا رب، إن كانت الدُنيا فرقتنا، فبرحمتك
متفرقناش في الآخرة .. :)
معلمتي الفاضلة حَنان إسماعيل
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق