من أشهر المُغالطات والتلفيق اللّي بيعمله بعض الناس هو مقارنة بلادنا المحروسة ببلاد الغرب .. يعني ييجي يقولك "المُسلمين مُش مبسوطين في مصر" .. و بعدين يقولك "المُسلمين مبسوطين في إنجلترا" .. المُقارنة دي فيها مُغالطات شائعة و تعميم مُش صحيح. أولاً، أحب أفاجئك إن الناس في بلادنا المحروسة مُش كلها مضايقة و لا يحزنون. إنت اللّي نظرتك ضيقة شوّية و مُش شايف يقبة الشعب. :) ثانياُ، الناس اللّي في البلاد هِناك برضه مُش كلها مبسوطة ..فمُش مفروض تفترض حاجات و تبني عليها إستنتاجات و إنت مجرتهاش. ثالثاً، مش معني الواحد مبسوط أو مضايق إن البلد دي بنت ناس أو بلد لا يتحيل العيش فيها. الموضوع نسبي من شخص لآخر و مفيش حاجة كاملة .. الموضوع مُش أبيض و إسود .. في منطقة رُمادي في النُص و كُل بلد بتتراوح ما بينها. رابعاًُ و أخيراً و الأهم هوّ إن لحاجات اللي انت عندك استعداد تتغاضي عنها و تتعايش معاها حتي لو مش عاجباك و هتعرف تعملها managing مُختلفة تماماً عن الحاجات و احتياجات غيرك. يبقي من الظُلم لو عممنا القاعدة بتاعة رأيينا الشخصي علي غيرنا. :)
يعني حد زييّ مثلاً الظُلم و المهانة و إنعدام الإنسانية و الأخلاق و الفِطرة تَخلي أي بلد تانية غير مصر في نظري مُحتملة و واردة و مُحتملة ..يعني أنا مثلاً حَاسة بالغُربة في بلدي الأُم و مُش حاسة إني عارفة أتعايش مع الناس بعد الظًلم البيّن اللي عايشينه و مُش قادرة أتحمل فِكرة إن البنات مُش واخدة حقها في البلد و مُش عارفة امارس ديني صَح لأن أيّ واحدة مُحجبة بقت ببساطة تُصنف علي إنها مُتشددة .. فقررت في نفسي اني أنا و البلد دي متجمعش في جُملة واحدة و بدعي إني أهاجِر .. ما لوّ أنا حاسة في بلدي بغُربة، يبقي أتغرب في بلد غريب و أنا بكرامتي أهون .. مُمكن أستحمل فِكرة إني خلاص هاسيب حَياتي كُلها و أصحابي و عيلتي و نشاطاتي و صُحبتي عَلشان الكَرامة في بلد تانية .. و عارفة و فاهمة إن المُسلمين العرب المصريين المُحجبات مُش أكثر فئة محبوبة علي الكوكب. بس أهه يمكن ألاقي فُرصة تانية .. أراضي الله واسعة و ربنا مطلبش مننا إن نُقعد في مكننا. :)
حد تاني مثلاً هيطلع عكسي تماماً .. لا هيبقي مستحمل الغُربة و هيبقي شايف ايه الجنان اللّي بقوله دة .. لأنه لا هيستحمل الغُربة بعيد عن بيته و ناسه و أهله و مِحتاج إستقرار و يبقي قُريب من في الـ comfort zone بتاعته .. و شايف إن مُش هيبقي في أمل لو كُلنا سافرنا .. يعني مين اللّي هيصلح المُجتمع لو كُل الناس الكويسة مُش عايزة تقعد و تغير .. بيجتهدوا و عندهُم عزيمة علي الإستمرار .. فلا يُمكن حد زيّ دة تقدر تقوله يلا نسيب البلد .. يبقي بتظلِمه. :) أنا مثلاً اعرف ناس من بلاد تانية و الله مِستحملين الغُربة و ظروف المعيشة الصعبة برّة بلادهُم و البهدلة و مش عايزيين يرجعوا بلادهم تاني بسبب الاضطهاد الديني و الطائفي .. يعني عندك مثلاً المُسلمين الهُنود أقلية و بيُقتلوا يومياً في الهِند برعاية الشُرطة عادي تماماً. عندك حد زيّ المُسلمين في روسيا، بيتم إضطهادُم بشكل غريب .. بالإضافة معندهمش رفاهية اللّي يعملهم دينهم. يعني كُله قايم علي الإجتهاد و المجهود الشخصي، فبضطر يسيب بلده علشان ييجي بلد مُسلمة علي أمل إنه يتعلم دينه. بيهاجر لله. :)
الخُلاصة، رأيك و قرارك إنك تُقعد أوّ متقعدش لابُد أن يكون قرار شَخصي لأنه مَبني علي مجموعة تجارُب و أفكار و إقتناعات و مَبادئ شخصية .. مفيش مكان علي الكوكب مِثالي .. و متبُصش علي الحاجة إلي في إيد غيرك .. ربنا خلق كُل حاجة بقدر .. كُل حاجة بتيجي بمشاكلها و حاجاتها الحلوة .. package و إنت بتختارها علي بعضها .. مُش مفروض نعمم و إلا نبقي ناس مبنفهمش و بتاخُد الحاجة من علي الوش منغير أما نتعمق علشان نفهمها بجد. و هنفضل وقتها نعيد و نزيد في ذات الكلام من غير نتيجة واضحة منّه. :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق